سارة نصر الدين محمد محمد عضوء أساسي
عدد الرسائل : 403 الجنسية : سودانية رقم العضوية : 22 الاوسمة : علم الدوله : المزاج : المهنة : الهواية : تاريخ التسجيل : 01/06/2009
| موضوع: بر الوالدين الثلاثاء يونيو 09, 2009 7:08 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
برالوالـــــــــــــــــدين
غير خاف على عاقل حق المنعم، ولا منعمبعد الحق تعالى على العبد كالوالدين، فقد تحملت الأم بحمله أثقالاً كثيرة،ولقيت وقت وضعه مزعجات مثيرة، وبالغت في تربيته، وسهرت في مداراته، وأعرضتعن جميع شهواتها، وقدمته على نفسها في كل حال.. وقد ضم الأب إلىالتسبب في إيجاده محبته بعد وجوده، وشفقته، وتربيته بالكسب له والإنفاقعليه.. والعاقل يعرف حق المحسن، ويجتهد في مكافأته، وجهل الإنسان بحقوقالمنعم من أخس صفاته، لا سيما إذا أضاف إلى جحد الحق المقابلة بسوءالمنقلب.. وليعلم البار بالوالدين أنه مهما بالغ في برهما لم يفبشكرهما.. عن زرعة بن إبراهيم، أن رجلاً أتى عمر رضي الله عنه، فقال: إن ليأماً بلغ بها الكبر، وأنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها، وأوضئها،وأصرف وجهي عنها، فهل أديت حقها؟ قال: لا.. قال: أليس قد حملتها علىظهري، وحبست انفي عليها؟ قال: (إنها كانت تصنع ذلك بك، وهي تتمنى بقاءك،وأنت تتمنى فراقها).. ورأى عمر - رضي الله عنه - رجلاً يحمل أمه، وقد جعللها مثل الحوية على ظهره، يطوف بها حول البيت وهو يقول:. أَحمِلُأُمي وَهِيَ الحَمالَة ... تُرضِعُني الدِرَةَ وَالعَلالَة. فقال عمر: (الآنأكون أدركت أمي، فوليت منها مثل ما وليت أحب إلي من حمر النعم).. وقال رجل لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: حملت أمي علىرقبتي من خراسان حتى قضيت بها المناسك، أتراني جزيتها؟ قال: (لا، ولا طلقةمن طلقاتها).. ويقاس على قرب الوالدين من الولد قرب ذوي الرجل والقرابة. فينبغي ألا يقصر الإنسان في رعاية حقه.. ؟ذكر ما أمر الله به من برالوالدين وصلة الرحم. قال الله تبارك وتعالى: )وَقَضى رَبُّكَ أَلّاتَعبُدُوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوَلِدَينِ إِحساناً إِمّا يَبلُغَنَّعِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلاتَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولاً كَريماً وَاِخفِض لَهُما جَناحَ الذُلِّمِنَ الرَحمَةِ وَقُل رَبِّ اِرحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيراً.. ( قال أبو بكر بن الأنباري: (هذا القضاء ليس من باب الحكم، إنما هو من بابالأمر والفرض. وأصل القضاء في اللغة: قطع الشيء بإحكاموإتقان.. وقوله: (وَبِالوَلِدَينِ إِحساناً ( هو: البر والإكرام قال ابنعباس: (لا تنفض ثوبك أمامهما فيصيبهاالغبار)..
فَلا تَقُللَهُما أُفٍّ ( في معنى أف خمسة أقوال: أحدهما: وسخ الظفر، قاله الخليل. والثاني: وسخ الأذن، قاله الأصمعي. والثالث: قلامة الظفر، قاله ثعلب. والرابع: الاحتقار والاستصغار، من الأفي، والأفي عند العرب: القلة، ذكرهابن الأنباري. والخامس: ما رفعته من الأرض من عود أو قصبة، حكاهابن فارس.. وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي أن معنى الأف: النتن،وأصله نفخك الشيء يسقط عليك من تراب وغيره، فقيل لكل مايستقل.. وقوله: (وَلا تَنهَرهُما) أي: لا تكلمهما ضجراً صائحاً فيوجههما.. وقال عطاء بن أبي رباح: لا تنفض يدك عليهما.. (وَقُللَهُما قَولاً كَريماً) أي: لطيفاً، أحسن ما تجد. وقال سعيد بن المسيب: كقول العبد المذنب للسيد الفظ.. (وَاِخفِض لَهُما جَناحَ الذُلّ )ِ، منرحمتك إياهما.. ومن بيان حق الوالدين قوله تعالى: (أَنِ اشَكُر ليوَلِوَالِدَيكَ).. فقرن شكره بشكرهما.. ذكر ما أمرت به السنة من برالوالدين. عن معاذ بن جبل، قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا تعق والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك).. | |
|