وهبنى الله خيالا جانحا متطرفا لو كان يحق للسلطة (محاسبة الخيال) لتم أعدامى منذ بواكير طفولتى .. خيال نشط زى ولد (هايبر أكتف) يسمع النصح وكأنه تشجيع على الأستمرار فى التنطيط غير المقنن (بين الثورة وبروكسل) خيال طالما رفض نظرية (النسبية والتناسب) أن الخيال تنفيس عن كثير من الرغبات المكبوتة التى يكون الجهر بها جريمة دولية تستوجب المثول أمام (المحكمة الجنائية الدولية)وكل محاكم حقوق الأنسان مع أنها رغبات مشروعة ولكن هل تحاكم المحاكم الا ماهو شروع؟؛
فكثيرا ماتخيلت تبديل الكراسى وجعلت من الخادم.. وزيرا..ومن بتاع الورنيش محاضرا..ومن الطبيب بياع مويه..؛تخيلت قريتى الصغيرة ذات البيوت التى تتكئ على بعضها من أنين الحياة وقد تحولت الى جزيرة هنولولو أو ميامى ذات الشواطئ والبلاجات الساحرة وحاجة كلتوم تنفض يدها من صاج الكسرة وتخرج من التكل ببقايا سجم وتلبس (البكينى).. بشعرها الأصفر وجسدها الممشوق وتصبح غادة حسناء يطلق الشباب من أجلها الصفير..ويتزاحمون تحت شمسيتها لا لتقاط الصور معها.. فهى نجمة سينمائية عالمية..؛وعم عبدو العتالى وقد نزل من حماره الاشهب وألقى بالصديرى الكالح الذى لا أعرف لونه وأرتدى بدلة كريستيان ديور وركب عربة فيرارى رياضية تجوب شوارع أثينا.. وهو يحاول أن يلحق بماريا.. أمام تمثال لفيداس بروح عبقرية..؛ وقد أزاحت الثروة والمال تلك التجاعيد العنيدة وردمت تلك الأخاديد التى حفرها الزمن بلمسة من مسطرينة الخيال فصار شابا رئعا.
ولكم أستعصى على ذلك المتمرد ورفض الا أن أتخيل كل المظلومين والضعفاء وقد صاروا فى مراكز القوة.. هل ياترى ستؤثر فيهم كل تبعات الظلم الذى تجرعوا..أم سيحققون العدالة التى طالما ننشدونها..؛
تخيلت فلسطين وقد صارت دولة عظمى ذات سيادة عسكرية ضاربة.. تمتلك أسلحة الدمار الشامل بالجد وليس كتلك التى فى العراق .. وأسرائيل وأمريكا وكل دول البغى والعدوان تجلس راكعة للعرب والمسلمين تطلب السماح وفتح الطرق.. ولقمة غذاء.. وجرعة دواء.. اهــ ماأجمل الخيال.. أنه وسلية رائعة (لفش كثير من الغبائن).
أن خيالى الان فى مرحلة النضج.. تجاوزت الولد النشيط بأعوام وبقيت فى الراجل العنيد المتصلب الرأى الذى تصرخ زوجته وهو يلبس ملابسه بهدوء يحسد عليه.. وقد صرت مسؤول عن كل النساء.. فتحت لهن المدارس وعلمت كل بنت.. وكسرت شوكة كل جبار يضطهد المرأة.. درستهن الفقه.. والحقوق.ز والكارتيه..؛ لزوم مايلزم.
أتعرفون أن أخر ماوصل اليه خيالى الرياضى أن يلعب الهلال والمريخ فى كأس العالم المباراة النهائية .. وكل من صلاح أدريس وجمال الوالى ..ورمضان ومزمل فى العناية المكثفة..توقف خيالى عند هذا الحد دون التكهن بالنتيجة ..على الأقل هو خيال واع محايد عند اللزوم لكنه جنح فى اللحظة التى حضر فيها الحكم البرتغالى .. وتخيلت أمونة بت حاجة النعمة المقعدة المشلولة وهى تلعب فى فريق برشلونة ورجلاها تنبض بالحياة.