بقلم الأستاذ: فـؤاد عكـود
توطئة
سادت اللغة النوبية وحلت محل اللغة النوبية إثر سقوط مملكة مروي في منتصف القرن الرابع الميلادي كما كانت الممالك النوبية تمتد من أسوان شمالاً وحتى إلي ما بعد القطينة جنوباً.
اُما الآن فإن موطن النوبيين قد إنكمش ليمتد من أسوان حتى الدبّة جنوب دنقلا . اما ذلك الجزء الذي يقع جنوّبي الدبةّ حتى إلتقاء النيلين الأزرق والأبيض وهي المنطقة التى كانت جزء من موطن النوبيين المسيحيين فيسكنه الآن الشايقية والجعليين المسلمين – وكما يقول وليام آدمز " فإن موطن النوبيين اليوم لا يشكل سوى أقل من نصف الأرض النوبية التي عاش عليها القدماء ".
وقد اُطلق المصريون القدماء على البلاد الواقعة جنوبي مصر وعلى الجماعات البشرية التي إستوطنت هذه المنطقة ، أسماء عدة مثل ( خنت ، وتاستي – ونحسيو وكوش )، وكلّها أسماء تعني البلاد الجنوبية ، أمّا اليونانيون فقد أطلقوا عليها إسم اثيوبيا .
اما اُول اشارة لإسم النوبة والنوباد فقد ظهر في كتاب الجغرافي اليوناني اراتوسينس (200 ق.م) ثم في كتابات سترايو وبلني . كما جاء ذكر النوبة في نقش عيزانا ملك اُكسوم الذي غزا مملكة مروي في عام 350 م ، ومن وصف عيزانا لحملته على جيرانه المرويين يتّضح اُن الصورة قد تغيرت كثيرا فلم تعُد منطقة الحضارة المروية وقفا على الشعب المروي ( فيما بين القرنين الثاني قبل الميلاد والثاني بعد الميلاد ) ، وإنما ساد العنصر المتمثل في القبائل التي استغلت ضعف المملكة المروية ، وبدأت في التجمع تدريجيا في المناطق المروية بعد اُن كانت قد رحلت من مواطنها في كردفان ، كما ردهم بعض الكتاب الى ليبيا اُو حتى شمال غرب افريقيا .
وتقول بعض المصادر اُن اللغة النوبية جلبتها معها هذه القبائل التي إختلطت بالسكان الأصليين في مملكة مروي ، ثم نزحت شمالا واختلطت بالسكان الذين سمّاهم {عيزانا }في نقشه بالنوبيين الحمُّر .
لقد كان شعب وملوك نبته يتحدثون ويكتبون باللغة المصرية ، ثم عندما برزت مملكة مروي الى الوجود حوالى القرن السادس قبل الميلاد بدأ الشعب في التحدّث والكتابة باللغة المروية ، ولكن يبدو أن سكان مملكة مروي في الفترة التي سبقت إضمحلالها كانوا يتحدثون لغتين ، اللغة الرسمية وهي المروية واللغة االشعبية وهي النوبية . ثم سيطرت اللغة النوبية وبدأت المروية في الإضمحلال والزوال.
وعندما دخل النوبيون في الدين المسيحي في حوالي القرن السادس الميلادي واحتاجوا الى ترجمة الانجيل الى لغتهم الى جانب كتابة التعاليم الدينية ، قاموا بإستعارة الحروف القبطية التي كان الاقباط في مصر قد استعاروها بدورهم من الحروف اليونانية واضافوا اليها حروف من اللغة الديموطيقية ، واصبحت بذلك اللغة النوبية لغة قراءة وكتابة بعد ان كانت لغة تخاطب فقط .
وقد أضاف النوبيون الى الحروف القبطية ثلاثة حروف لتوافق النطق النوبي ، وهذه الحروف وهي تشاي s ونقاي V ونجاي j . و لا يفوتني ان اذكر ان اللغة النوبية مكونة من 17 حرف ساكن هى : b g d k l m n r
v s t f c h q V
اما الحروف المتحركة فهي خمسة:a e i o u
حرفان نصف متحركان : y– w
واُنوّه الى ان اللغة النوبية وفروعها تنتشر الان في مناطق عدة أهمها المنطقة النيلية الممتدة من اسوان شمالا وحتى الدّبة جنوبا ، وكذلك في منطقة جبل حرازة في شمال كردفان ثم منطقة جبل ميدوب في شمال دارفور .
وقد تأثرت اللغة النوبية بالعديد من اللغات مثل المروية والمصرية القديمة والقبطية واليونانية وأخيرا العربية .